شدّد الدكتور عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر3، سليمان أعراج، على أن العالم يعيش على وقع تحوّلات كبرى تعيد تشكيل ملامح النظام الدولي، في ظل تصاعد التنافس بين القوى العظمى، وتنامي التأثير السياسي في العلاقات الاقتصادية.
وخلال مداخلته في أشغال المؤتمر الدولي الأول حول السياسة الخارجية الجزائرية وحركة عدم الانحياز، المنعقد بالشراكة مع معهد الدراسات الإفريقية بجامعة بورتو البرتغالية، قال أعراج إن هذا الواقع الجديد فرض أولوية للاعتبارات الأيديولوجية والأمنية على حساب منطق السوق التقليدي.
وأوضح أن المشهد الدولي أصبح أكثر تعقيدًا وتشابكًا، وهو ما يستوجب من دول الجنوب، وفي مقدمتها الجزائر، البحث عن آليات للتفاعل الإيجابي مع هذه البيئة المتحوّلة، مشيرًا إلى أن حركة عدم الانحياز تمثل اليوم خيارًا استراتيجيًا لإعادة التموقع في خريطة التوازنات الدولية.
وأكد المتحدث أن الجزائر تظل متمسكة بمواقفها الثابتة في دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مشددًا على ضرورة مقاومة منطق الهيمنة ورفض الإملاءات وكل أشكال المقايضات السياسية التي تمسّ سيادة الدول.
كما دعا إلى الانتقال من الحياد السلبي إلى الانخراط الواعي في التوجهات الجديدة لحركة عدم الانحياز، بما يسمح بتعظيم فرص التعاون، وتحقيق نوع من التكافؤ في بيئة دولية مضطربة.
وفي ختام مداخلته، أكد أعراج على الدور الحيوي للجامعة في مرافقة هذه التحولات، من خلال إنتاج الأفكار وتقديم مقاربات موضوعية تسهم في دعم مسار الأمن الجماعي وتكريس مبدأ التعاون القائم على المنفعة المتبادلة.